الامنيه الرابعه : خيوط من أضواء السعادة ||عندما يتراقص القرمزي على الثلج||



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فصل جديد اتمنى يعجبكم و تستمتعوا بقرائته
 و شكراً صديقتي فتاة الامنيات لمراجعته 



الامنيه الرابعه: خيوط من أضواء السـ ع ـادة
[ سرعان ما تتلاشى تلك الخيوط
التي تصنع لنا اللحظات السعيدة
قبل أن نتمكن من الابتسامة لها  //
تختفي تاركتاً ندبتاً على ""قلوبنا""
لن  تشفى  و  ستبقى  غائرة ~
ما يشفيها  فقط  هو  الانتقامــ ...


مضت سبع سنوات منذ ان تولي دي الحكم و على عكس ما هو متوقع
من فتى في الثالثة عشرة من عمره انه كان يضرب بيد من حديد
و قد قام بقتل كل من فكر في التآمر ضده، كانت قوته لا تضاهيها قوة.
بينما نحن ... بقيناً كما نحن نعيش كمجرد أرقام لا تعني اي شيء مهم.
كانت ميراجين قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها تقف بشعرها الأشقر الطويل و تضع رقعة
من قماش أسود على عينها اليسرى.
و كما هي العادة ترتدي ثياب بالية خفيفة.

كانت قرب الموقد تقوم بأعداد الحساء.
عندما همست أحد العاملات في أذنها بصوت خافت " هل سمعتي انهم سوف ينتهون من تلك الأعمدة اليوم "
ما ان سمعت ميراجين هذه العبارة حتى هتفت بصوت خافت لايكاد يسمع : أتمنى أن يكونا بخير.
تنهدت و هي تقول ذلك فقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأتهما فيها
فهما يعملان منذ وقت طويل في الخارج و لن يسمح لها بالخروج من القلعة بسهولة
فهي حتى لا تعرف شيئا عن تلك الأعمدة التي يتحدث الجميع عنها.

قطع تفكيرها أمراة تصرخ بصوت مزعج بسبب التأخر في أعداد الطعام : جهزوا المائدة بسرعة.
قالت ذلك وغادرت بينما قمنا نحن بتجهيز الأطباق لنذهب بها الى غرفه الطعام لتجهيز المائدة.
غادرنا المطبه متجهين لغرفه الطعام، لنجد دي يجلس بشرود وعلامات التعب بادية عليه.
فعيناه الحمراوان كانتا غائرتان و هالتان من السواد تحيطان بهما .
كان يبدوا و كأنه لم ينم منذ وقت طويل اذ كان يتأمل في الفراغ و لم يهتم أبداً
بوجود اشخاص في الغرفة حتى عندما بدأ الجميع بأعداد المائدة
لكن ملامحة تغيرت فجاة عندما قامت ميراجين بوضح صحن التقديم أمامه حيث أصبحه عيناه أكثر حدة
و تقلص بؤبؤا عيناه ، ليضرب بيده بقوة على الطاولة و يغادر المكان
و هو يتمتم بغضب "لماذا تلاحقني"
بقي الجميع يتعجبون مما حصل لكن سرعان ما أشارت الفتاة التي كانت بقربه لهم بالمغادرة و ذهبت خلفه

******

كانت صوت المراقبين مزعجاً جدا و هم يصرخون في ذلك الجو الغريب بينما كان علينا أن نستمع اليهم طوال الوقت و نعمل على أنهاء شيء لا نعرف حتى أن كانت هنالك فائدة ترجى منه
بدل أن يستعد هذا الحاكم الغبي لمقابلة حليفه حاكم "نترست"
كان جو كالجميع بعاني بسبب الجو البارد الذي يعملون به اين يضعون الكثير من الأعمدة على طول الطريق المؤدي للقلعة دون أن يعلموا ماهية عملهم.
فهم لا يعلمون الحقيقه التي خلفها و لا المصير الذي ينتظرهم عليها.
الهواء يلفح بوجهه بقوه و وجنتاه اصبحتا حمراوتان، و كلما عمل و تعرق اكثر احس و كأنه يرش بماء بارد
و لكن اياً كان الامر يجب ان يستمر و يموت من التعب او يتوقف و يموت على يدهم

******

قد نال منا التعب و نحن نمشي في ذلك الطريق الطويل
الذي لا يبدوا و كأنه ينوي أن ينتهي كنت أنا و أيفا نناضل من أجل كل خطوة نخطوها
لقد مشينا لوقت طويل بملابسنا الخفيفة
وكانت أيفا تعرج و بالكاد تحملها ساقاها لكنها توسلت من اجل ان أخذها لرؤية جين
اقتربت منها و جعلتها تسند جسدها الهزيل علي و مع ذلك تابعنا السير.
رغم ان خطواتي اصبحت اثقل فقدماي تغوصان في الثلج و بالكاد اخرجهما
حتى انني بدأت افقد الشعور بهما و لم اعد اشعر سوى بالخدر يغزو جسدي الهزيل ،و قوتي خائرة تماماً
افلت ايفا دون ان الاحظ لتسقط ارضاً
كانت تتنفس بصوت حاد متقطع و بارد لتقول بصعوبة : ميراجين عليكِ الذهاب لوحدك فانا لا يمكنني الاستمرار.
عندما انهت جملتها تلك شعرت بغصة حادة في حلقي و اخذ الالم يعتصر قلب.
ما لذي فعلناه لنستحق هذا هذا ما كان يجول بخطرها و اردفت قائله: لكنكِ قلتي أن بإمكانك الاستمرار، أنه خطأي ما كان علي أن أخرجك و أنتِ مريضه"
لكن في هذه اللحظة لن أيأس لأن اليأس هنا يعني النهاية و أنا لا أريد أن أراها، لا اريد ان ارى النهاية
"سنستمر" قلت ذلك لتشجعها على التقدم
حملت ميراجين أيفا على ظهرها و أستمرت في السير
كانت تشعر بأنها ستسقط كلما حاولت أن تخطو خطوة اخرى فقدماها تهويان في الثلج بقوة
لم تعد تستطيع اخراجهما مما جعلها تسحب بجسدها الضعيف و سط الثلج
كان الثلج يغطيها حتى منتصف جسدها
في تلك اللحظة فكرت لو أنها أنتظرت عودتهما فحسب فلم يبقى على انتهاء عملهما سوى القليل
عوضً ان تقوم بهذه المخاطر التي قد تجعلها تفقد حياة صديقتها
"ميراجين آسفة"
- لا تهتمي أنا بخير ما زال بإمكاني أن أستمر
شعرت بذلك ببطء جسد أيفا الصغير انزلق و سقط للخلف بقوة

لم تستطع الالتفات للخلف بقيت واقف للحظة لكن تلك الكلمة خرجت ببطء منها : أيفا
بقيت تصرخ في داخلها عليكِ أن تجيبي فقط نادني لمرة واحدة لا أريد أن ألتفت

لقد رأيت ما يكفي لا أريد رؤية وجه أيفا و هي ...

******

عندما وصلت لمكان يقرب من موقع العمل اخذت ألتقط أنفاسي المتعبة
فقد ركضت بسرعة بمجرد أن رايت و جه أيفا، تمنيت لو أنني لم ألتفت للخلف
كنت اريد شخصا ما، شخصاً اتحدث معه و اخبره بما اشعر به
لقد كان شيئا لا يمكنني نسيانه، ركضت بخطوات متألمة سريعة نحو مكان عمل والدي ذلك المكان المملوء بالأعمدة الخشبية
شعرت بشيء من السعادة فلم اره لأكثر من ستة اشهر وها انا أخيراً سأراه
اريد ان اراه هو وجين يبتسمان، اريد ان ارى كل الاشياء الجيدة وانسى
كل تلك الأشياء التي لا اريد تذكر أي شيء عنها ...
عندما و صلت لمجموعة من الأشجار الضخمة عارية الأوراق، و مكسوة بالثلج الابيض
قد تكوم على اغصانها فبعد ان عراها من اوراقها حان دور اغصانها لتبقى خاليه تماماً

سمعت صوت انين خافت قادم من خلف احدى تلك الأشجار
و تقدمت نحو الصوت ببطء، لا أعلم ماهو السبب السبب و لكن شيئا ما شدني نحوه
و عندها رأيت شيئا آخر لم ارد أن اراه ابداً تمنيت لو أنني مت في منتصف الطريق
كان من الافضل لو ان ذلك ما حصل
تقلصت عينايا الزرقاوان و هما تنظران لجسده المغطى بالدماء
لقد كان جين مصابًا و الندوب تملئ جسده.
رفع رأسه نحوي ببطء، كان بإمكاني رؤية روحه تتدفق من عينيه الحمراوان فقد كانتا فارغتان و باردتان للغاية
جثت ميراجين بقربه لم تعلم ما الذي يجب عليها فعله، هي لا تريد رؤية ذلك مجدداً
امسك جين بيديها بقوه، سرت بروده في جسدها عندما لمسها بيداه الباردتان و المغطتان بالدماء
و قال بصوت خافت: ميراجين انا آسف لأنني و عدتك بأن اصنع لكِ رقعت عين جيدة لكني لا اعتقد بأنني سأستطيع فعل ذلك.
لقد خانتني الكلمات فلم استطع اخراجها، اردت ان اخبره ان عليه أن يبقى معي و ان أيفا قد ...
لماذا يجب ان ارى الاشخاص الذين احبهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة امامي .
ابتسم جين ابتسامته المعتادة و قال بصوت متعب: سوف يلحقون بي بالتاكيد انني بالكاد استطعت الهرب منهم لذلك عليك ان اركضي بسرعة و قدرما تستطيعين
اقترب صوت زمرة من الجنود و هم يصرخون باحثين عن شخص ما
ابعد يده بسرعة و قال بصوت خافت خائف: ميراجين اركضي أرجوكِ ..
هزت رأسها له معارضه لكنه اردف بنبرته السابقة : ميراجين ما لذي تعتقدين انك تقومين بفعله
انا لن انجوا جراحي عميقة ان بقيتي فكل ما ستجنينه هو خسارة حياتك

أرجوكِ ميراجين اذهبي لا قصى مكان ستحملك له قدماك
أنهى جملته تلك و دفعني بعيداً عنه
لم اعد اعلم ماذا يجب ان افعل،هل أبقى هنا و أموت مع جين أم أهرب بعيدا كما طلب مني
"ميراجين أرجوكِ هذه امنيتي الأخيرة"
شعرت بجسدي يتحرك من تلقاء نفسه لكن ليس لأهرب بل لأذهب لموقع العمل بحثاً عن أبي
ركضت و ركضت لابتعد عن الاشجار قاصدتاً موقع الاعمدة
"ابي عليك أن تكون بخير"
كانت حدث نفسها و تحاول ان تقنعها بأنه سيبقى على الاقل شخص يهمها بخير و لو للحظه عليها
ان تملك بعض الايمان في قلبها
تراجعت للخلف لوهلة قبل ان تدرك ان ما تراه وهي واقف أمام الاعمدة
لقد كان المكان مليء بالجثث المعلقة بوتد في الرأس البعض منها كانت في حالة جسديتاً مريعة
بالكثير من آثار الضرب على اجسادهم كان من الواضح انهم ضربوا بعنف قبل ان يعلقوا بتلك الطريقة الوحشية
تنقلت بنظرها نحو الجثث المشوهة التي رسمت ممراً طويلا نحو القلعة

قبل ان تقع عيناها على احدى الجثث المعلقة،بقيت تحدق بها لفترة قبل ان تتقدم نحوها ببطء،وبقيت عينها تحدق في صمت مشت بخطوات متثاقله و بالكاد وصلت لها لتسقط أمام الجثة و هي تهمس بغصه " ابي "
لقد كان كالبقية معلق بوتد يثبته من رأسه بينما كانت يداه مقطوعتان كما هو معتاد من جنود دي القذرين
"لماذا ابي؟"
شعرت ببرودة تمر في جسدي، لم أعلم ماذا سأفعل و إلى أين يجب ان أذهب
"ابي لماذا ذهبت أنت ايضاً؟" كانت تلك الكلمات اشبه بهمسات متقطع بالكاد تخرج من شفتيها
وقع نظرها على سيف مرمي على الارض نهضت و مشت نحوه بخطوات متثاقله و التقطته
وضعته على عنقها في يأس" ليس هنالك شيء استطيع فعله و ربما أنهاء هذه الحياه سيكون افضل شيء اقوم به"
كانت يداه الباردتان ترتجف بقوة حتى ان لم تملك سبباً للحياة، فقدان الحياة امر من الصعب فعله
نظرت بعينها الزرقاوان نحو السماء السوداء الملبدة بالغيوم
سماء فارغة من اي شيء سوى الغيوم المحملة بالثلج الذي يجلب التعاسة للجميع " كم اكره هذه السماء "
عندما انتقلت بعينيها بين الغيوم لمحت نجماً ليس كسائر النجوم لقد كان نجماً ازرقاً متوهجا بين اكوام الغيوم الرمادية.
اطلقت انينا ممزوجا بالألم: اريد أن انتقم اريد ان انتقم منهم جميعاً ...
كل من سبب لي الالم سأنتقم منه اريد ان احصل على القوة الكافية لذلك.
فجأة لمع ذلك النجم و سقط كشهاب من السماء مخلفاً خيطا من الضوء الازرق الجميل كشريط شعر انيق
قبل ان القي بنظري لمكان سقوط الشهاب وجدته امامي بوميض قوي، لم يمكني الرؤية من خلاله لفترة
اختفى الضوء ببطء ليظهر من خلاله ظل غريب بدأت تتضح معالمة كلما اقترب مني
كان رجلاً يرتدي عباءة سوداء اللون مزينة بنقوش زرقاء على اطرافها، لم تتضح لي معالم و جهة التي كانت مغطاة بقلنسوة العباءة
اقترب نحوي بخطوات ثابتة و الابتسامة تعلو شفتيه
"هل انت النجم الذي يحقق الامنيات؟ هل انت النجم الازرق؟"

صرخت ميراجين متسائله
رد بصوت عميق و قوي: بإمكانكِ مناداتي يذلك، انا هنا لأحقق لكِ امنيتك، و لكن
"ماذا"
بقيت تفكر في تلك الكلمه "لكن" هل سيقول بأنه لن يحقق لها امنيتها لانها ليست ساحره او
اطلق ضحكه قبل ان يقول: لا تسرحي بأفكارك انه فقط، هنلك شرط
- ما هو؟
- ان تدفعي ثمنا لذلك، ثمن مقابل امنيتك
نهضت بترنح و وقلت بجدية: لست مهتمة بالثمن طالما أجعل دي يتألم،فأي كان الثمن سأدفعه،انه جعلني أتألم لذا اريده ان يحس بنفس العذاب الذي جعلني اقاسيه أريد أن أجعله يحس بذلك
لأريه الألم و اليأس و الخوف ليس هو فقط بل الجميع جميع من كانوا سبباً لالمي.
"اريد ان اصبح ساحره"
- هذا ممل لقد اكتفيت من سماع هذه العبارة، انتم البشر تعتقدون ان بإمكانكم فعل اي شيء
مقابل ماترغبون به و لكن عندما تسمعون بالسعر.
- أنا مختلفه أنا ليس لدي شيء لاخسره مالذي سأخسره اكثر من ذلك
- مؤكد دائماً يوجد الثمن و لانه عندما يوجد أنا سأتي لاحقق الامنيه.
ابتسم ببرود و هو يخبرها بالسعر الذي ستدفعه مقابل الحصول على القوة،
القوة الكافية لتنتقم من جميع الاشخاص الذين تكرههم
" لا يهم سأدفع اي شيء مقابل هذا "
- هذا مضحك بالفعل لكن عندما نمضي هذا العقد فعليك أن تعلمي لا يمكني انهائه سوى بأمنيه اخرى.
تمتم بكلمات لتظهر حوله دائرة زرقاء متوهجة
وجه نظره نحوها و قال: إذا ليكون هذا العقد بيننا،هلاً قلتها مجددا... "امنيتك"
كانت عيناها تلمعان بقوة و هي تقولها: اريد أن احصل على القوة الكافية
لأنتقم من دي و جميع الأشخاص الذين تسببوا في ألمي اريد ان اصبح ساحره
أحاطتها تلك الدائرة المتوهجة، شعرت بشيء على يدها اليسرى، شيئا دافئ.
أختفى من امامها ليظهر الضوء مجدداً ، اذ كان قويا جدا لدرجة جعلها فيها تغلق عيناها من شدته و تغطي وجهها بيديها
بينما بقي صوته مرددا : استمعي إلي جيدا نجن لن نتقابل مجدداً، لذا تذكري ان هذا الختم على يدك اليسرى عندما يختفي سيكون ذلك الوقت الذي تحصلين فيه على القوى التي تريدينها
ولكن
عندما يظهر مجدداً سآتي لأخذ الثمن المتفق عليه و حتى ذلك الوقت لا يمكنني أن أفعل أي شيء اخر
لان الثمن جزء من هذه الامنيه فأن اخذته الآن لن تسير الامنيه.

تلك كانت آخر الكلمات التي نطق بها قبل أن يختفي هو و ذلك الوميض الساطع
رفعت يدها اليسرى ببطء لتلمح الختم الذي على ظاهر يدها تلك الختمة كانت تشبه جناح خفاش يلتف حول ظاهر يدها ....


[أريد أن يحس بذلك لمرة واحدة
أريده أن يشعر بذلك الألم الذي شعرته
رؤية وجوههم الفارغة و الشاحبة //
أن أعلم أني لن أسمع صوتهم  
أنا لن أسمعهم وهم ينادونني مجدداً
لقد أختفوا لم يعودوا سوى ذكرى  ~
لن أحصل على المزيد من تلك اللحظات ... ~

هناك تعليق واحد:

  1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    "أبداع-تميز-تأليف رائع"
    ><مدري أش اقول...ابدعتي بجد درتشر< عجبني الأسم
    بصراحه حسيت أني دخلت جو ^^
    ننتظر الفصل الجاي ع جمر
    جاانا

    ردحذف